ماذا أكتب وعن ماذا؟

ماذا أكتب وعن ماذا؟

منذ أيام عديدة يدور في خلدي سؤال أو سؤالان، هما: ماذا أكتب وعن ماذا؟

في الحقيقة، هناك نوع معين من الكتابة أقصده وتتوق إليه نفسي، وليس بمجرد الكتابة فحسب. وإلا فأنا أمارس الكتابة بشكل يومي بحكم تخصصي الدراسي، وطبيعة عملي، وظروف العولمة المفروضة علينا تحت ضغط التطور التقني.

على الرغم من قراءاتي غير الموسعة حول عادات الكتابة وأدواتها، ومن بين هذه المقروءات مقال للأستاذ عبد الله بن عمر عن طقوس الكتابة، إلا أنني ما زلت لا أدري ماذا أكتب وعن ماذا تحديدا؟ فما نوع الكتابة الذي أصبو إليه؟ تعالَ معي لنخوض أعماق ذاتي الحائرة، ونكتشف -معاً- نوع الكتابة التي أريده!

جلستُ على كرسيٍّ مُريحٍ، فتحت حاسوبي المحمول، وهيّأْتُ سطح مكتبه. وضعْتُ بجانب الحاسوب مشروباً بارداً حلواً -ليس من مشروباتي المفضلة؛ ولكني استحسنته اليوم- وهممت لكتابة شيء ما. نعم، كتابة أيّ شيء يخطر ببالي شريطة ألاّ يسبقه تخطيط، ولا يكون فكرة مختمرة في ذاكرتي؛ بل لتكون كتابةً ذاتيةً حرّةً طليقة، فكرتُها وليدة اللحظة.

شمّرتُ ساعدَيّ، وأخذتُ من مشروبي رشفة وأتبعتها بأخرى، ممسك بفأرة الجهاز غير المتصلة به سلكيًّا، ومرّرْت أصابع يديّ على لوحة المفاتيح يُمْنة ويُسْرة، غير أن أضغط على أيّ زر منها.  فوجدت نفسي متسمرا أمام الشاشة، وذهني عالقٌ في عالم الأفكار والتفكير، وذاكرتي لم تسعفني بفكرة واحدة تستحق الكتابة. حينها سألت نفسي وتساءلت، ماذا أكتب وعن ماذا يمكن أن أكتب؟

حاولتُ عابثاً عصْر ذهني بكثير من أدوات التفكير وتقنياته، مستعينا بطرق العصف الذهني المختلفة ولكن دون جدوى. حاولت مُسْتدعيا الأفكارَ المتصارعة في ذهني طوال اليوم؛ ولكن هيهات هيهات.. جميعها اختفى وكأن لم يكن له وجود أصلا. وبعد محاولاتٍ متكررة لم أُفلح. تحسست هاتفي الخلويّ، وهممت إلى فتح مفكرتي التي كنت أُدَوِّنُ فيها بعض الأفكار والخواطر السريعة؛ ولكني عدلتُ عن الفكرة وصرفتها بعيدا؛ لأنها تتعارض مع شرط الكتابة المسبق، الكتابة الذاتية الآنية!

ماذا أكتب وعن ماذا تحديداً؟

أودعت الهاتف الحقيبةَ، وأسندتُ ذقني على راحة كفي، وكوعي مُسْنَدٌ على حافّة الطاولة، متكئاً على عمودٍ بجانبي الأيسر، متأملاً غير طويلٍ ومتملقاً.. متأملاً حالي المسكينة التي عجزت عن التعبير، وقلمي الذي ما استطاع أن يُسود الوريقات القلائل بأي شيء يخطر لي في هذه اللحظة، رغم براعته في الكتابة الأكاديمية وإعداد الأوراق العلمية. حينها تذكّرت بعض المواقف التي وبّخَني فيها نفرٌ من أساتذتي عندما كنت أعرض لهم أعمالي وواجباتي الأكاديمية، مشتكين من طول النصوص والاسترسال في التحليل لفقراتٍ كتبتها انطلاقاً من أسئلةٍ وفرضياتٍ مسبقة.

ولكني اليوم، ها أنا عاجز حتى عن البداية الصحيحة لنصٍّ عفويٍّ، نصّ تُولَد فكرته في هذه اللحظة فقط، وتُدوّن مباشرة من غير قيود. فأنَّى لأنثى أن تلد غير أن تكون حبلى وتقاسي آلام المخاض! ولكنه ليس أمرا مستحيلاً مادامت هناك عناية إلهية تتدخل في اللحظات الفارقة ليقوم أصحابها بأمور خارقة للعادة أو تبدو هكذا للبعض.

فلكل ميدانٍ رجاله، ولكلّ فنٍّ قواعده وأدواته وطُرقه، وكلّ عادة ومهارة تسهلُ وتلين بالمران والتدرب عليها، فكثرة الممارسة سرُ نجاح صنعة الكتابة. أما أنا، لم تشفع لي -في هذه اللحظة- ممارساتي للكتابة لفتراتٍ طويلة، فأصبحت أمام هذا النوع من الكتابة السهل الممتنع كطفلٍ يتمتم ويتلعثم ويحاول جاهدا  تجميع كلمات غير متجانسة للتعبير عن أفكاره الثائرة كالبركبداخله. هكذا كان تأمّلي.

وكنت مُتَملّقاً إلى ذهني من أجل أن يجود بلبناتِ أفكار ولو هزيلة أو سخيفة، أو يسكب عليّ رذّاذ خواطرٍ لتُبلِّلَ أوراقي المتعطشة إلى كلماتٍ وجُملٍ كي تسدّ بها رمقها، وتروي عطشها، وتُخَلّد اللحظة هذه. في واقع الأمر، مشكلتي ليست في نضوب الجُمَل والأساليب، أو في نفادِ المفردات اللغوية والتراكيب، وليس الإشكالُ في غياب المعاني اللفظية أو التعبيرية؛ إنما غياب الفكرة التي تستحق الكتابة هي المشكلة الكبرى، والمسبب الأساسي لهذه الحيرة.

طيّب.. دعني أطلق عنان القلم وسراح عقلي، أتركهما يمرحان ويسرحان، مُحلقان في عالم الكتابة الحرة دون قيود. ودعني أغير السؤال من أساسه، فبدلاُ من أن أتساءل ماذا أكتب وعن ماذا يجب أن أتحدث، أطرح السؤال التالي.. أوجهه مباشرة إلى نفسي، ماذا تفعل الآن يا محمد، وماذا تلاحظ؟

حسناً، سأجيب عليه بكل أريحية، دون تكلف وعناء كما وعدتّك. وسأصف حالي وحولي، وأُدون الذي أفعله في هذه اللحظة. الآن، أنا جالسٌ على كرسيٍّ يشبه كراسي المطاعم، تَفْصله عن الكرسي المقابل طاولةٌ مربعةٌ صغيرةُ الحجم، مرتفعة عن سطح الأرض بنحو سبعين سنتمتراً تقريباً؛ لكنها تتوسط الكرسيين بشكل متناسق دقيق، لا هي بعيدة عنهما فأضطر إلى مدّ يدي وأتناول كوب مشروبي أو أغير جلستي، ولا هي ملتصقة بهما فتُقَيّد حركتي وتضايقني.

وبجانبي الأيسر يقع كرسيان بنفس النمط والطراز، تتوسطهما طاولة بنفس المسافات والمقاسات، وتجلس على أحد الكراسي فتاةٌ رشيقة القوام، كاشفة الرأس ملونة الشعر، تبدو متحررة من قيود الدين والعادات والتقاليد الشرقية، لكنها في الوقت ذاته مقيدة بتقاليد الغرب ومتشربة بعاداته، سواء علمت ذلك أو جهلته، فهمته أو تغافلتْ عنه.

كانت الفتاة منشغلة بهاتفها المحمول، واضعة رِجْلاً على أخرى غير مستندة على الكرسي بشكل جيد، وغير مكترثة بمن حولها كحال جُلّ من في هذا المكان. ويفصل بين طاولتينا حاجز خشبيٍ مستطيل الشكل، تعلوه إنارة خافتة الضوء، مُطوقة بأزهار طبيعية خضراء اللون جميلة. يبدو من طريقة جلوس الفتاة أنها في انتظار أحدٍ ما؛ لكني لا أعرف من هو، ولا يهمني أن أعرف أصلا!

ألقيتُ نظرةً سريعةً حول المكان مجددا، وتفحصت الأشياء والأشخاص، فلمحت طاولاتٍ خشبية صفراءُ فاقع لونها تسُرّ ناظر ها من بعيد، ويُبْهِج ملمسها الناعم نفسَ الجالس عليها عن قرب. وحول تلك الطاولات كراسي مختلفة الشكل، وموزعة بطريقة بديعة عجيبة. منها ما هو مخصص لشخصين فقط لا غير، وأخرى تسع لثلاثة أشخاصٍ فقط، وثمة مجموعة أخرى متناثرة في المكان، مُعَدّة لأكثر من ثلاث أشخاص.

أعَدْتُ الكَرّة مرة ثالثة، وأرسلت النظر أبعد من ذي قبل نحو الجهة المقابلة، فشاهدت زُمْرة من البشر، يجلسون على شكل حِلقٍ بعضها نصف دائري والبعض الآخر على شكل خط مستقيم، يظلهم سقف منحدر نحو الأرض ومنخفض قليلا عن السقف الذي يعلوني، والدخان يُحَلّق فوق رؤوس القوم منبعث من أفواههم ومناخيرهم، حتى أصبح الجو غائمٌ فوق رؤوسهم كضباب الفجر في يوم شاتٍ!

الجميع تحت ذاك السقف منسجم مع قرينه أو جليسه، يتحادثون بحماسٍ، والمستمعون منهم يحدقون النظر في وجوه محدثيهم، متفاعلين مع أحاديثهم أيما تفاعل؛ ولكني لا أسمع شيئا من أحاديثهم تلك بسبب الزجاج الفاصل بيننا. هذه الصالة مخصصة للتدخين في هذا المكان، مغلقة من جهة الداخل لكنها مكشوفة من الجهة الأخرى حتى لا يختنق الناس.

انصرف بصري ناحية اليمين، فرأيت طابوراً من الناس، فتيات وفتيان، رجال ونساء، شباب وشيبة، يستقبلهم من على المنصة فتاتان وفتى في مقتبل العمر، أمامهم أجهزة حواسيب تختلف عن أجهزتنا الشخصية المحمولة أو المكتبية من حيث الشكل والوظيفة، وخلفهم أكواب مختلفة في الأحجام والأشكال، مرصوصة كالبنيان بجانب ماكينات ضغيرة ذات خراطيم ليست بالطويلة ولا القصيرة. الخراطيم مُؤطَّرة بمطّاطٍ أسود، يشبه ضروع الأبقار أو النّوق نسبيا، لكنها تختلف عنها في الوظيفة وطريقة العطاء وكمياته.

يتقدم صاحب الدور، ويطلب شرابه المفضل، ويدفع مقابل ذلك عدداً ليس بالقليل من الليرات التركية، وهو ما يتعارض مع مبدأ الرشد الاقتصادي أو العقلانية لدى الاقتصاديين، ثم يتنحى جانباً ينتظر طلبه، باردا أو ساخنا، ويأخذه في كوب ملون مزخرف، أو شفّافٍ عديم اللون. هذا المكان هو مقهىً من مقاهي اسطنبول، يقع في منطقة ييني بوسنا على خطّ “الميتروبوس”.

وبما أن مصطلح الرشد الاقتصادي ورد عرضا، دعني أذْكُر لك شيئا من معانيه. الرشد الاقتصادي مبدأُ من مبادئ علم الاقتصاد المهمة، وهو يهتم بترشيد الإنفاق على السلع والخدمات. ويفترض أنّ المستهلك يتمتع بالرشد والعقلانية في اتخاذ قرار استهلاكي؛ حيث يسعى إلى تعظيم المنفعة الذاتية باستخدام موارده المحدودة. فلا يُعْقَل أن أدفعُ -مثلاً- مبلغا مقابل سلعة أو خدمة أعتقد أن المنفعة المتوقعة من استهلاكها أقل بكثير منذ اك المبلغ. وبالتالي فليس من الرشد الاقتصادي أن أدفع مقابل كوب قهوة ثلاثين ليرة تركية إذا كانت المنفعة التي سوف أتحصل عليها بعد استهلاكي لها لا تبلغ عشرة ليرات، وذلك عندما أعرف أنني أستطيع الحصول عليها في مكان آخر بنصف القيمة أو أقل منها وبمقدوري الوصول إليها. هذا مفهوم من مفاهيم المدرسة المادية لعلم الاقتصاد.

بينما يأتي تحليل علم الاقتصاد الاجتماعي مغايراً لهذا المفهوم تماما، فهو يعتبر الإنسانَ كائنٌ حيٌّ تحكمه عادات وتقاليد، ويتكون من مشاعرَ وأحاسيس وعواطف، وليس آلة جامدة. هذه العوامل الاجتماعية والنفسية تُنشئ لدى الفرد رغبات متعددة ومتنوعة، كل رغبة تحتاج إلى منفعة تسدها، وبما أن الرغبات تتفاوت حسب تفاوتِ المشاعر والأحاسيس، فما يسدها لا يمكن تقويمه ماديا.

هذا الكلام يعني، أنني ككائن حيّ، مستعد لدفع أيّ مبلغ من المال مقابل خدمة أو سلعة إذا اعتقدت أنها تسد رغبتي الجامحة تجاهها وتوصلني إلى درجة معينة من النشوة، وهي درجة من درجات الإشباع لدي وقد تختلف لدى الآخرين. هذا المفهوم، قد يُفَسّر لماذا دفعتُ ثلاث وأربعين ليرة تركية مقابل كوب من الشكولاتة البيضاء مع الثلج المكعب، في هذا المكان تحديداً!

عوداً إلى ذي بدء، أطرقت النظر عشوائيا وخفضته، تأمّلت قليلا في هيئات الناس ووجدتها مختلفة. هناك شباب يبدو لي من طلاب الجامعات، فاتحين حواسيبهم التي تحيطها كتب وأوراق وحِزَمُ أقلامٍ، منغمسين في القراءة والتدوين. بينما يجلس آخرون متمددون مسترسلون في الحديث وتعلوا قهقهاتهم، كأنهم لا يحملون مثقال ذرة من هموم الدنيا وأوزار التقاعس والقصور، ولا يبالون بمن حولهم من المنشغلين بجوالاتهم أو حواسيبهم، أو حتى المنتظرين لأحبابهم وخلانهم وشركائهم في التجارة أو الحياة، كحال جارتي الشابة الرشيقة!

تململتْ جارتي تمَلْمُلَ من ضاق به المجلس وسئم الانتظار، وهاتفها الذكيّ قي يدها اليمنى تضرب بأطراف أصابع يدها  اليسرى على أطراف الطاولة ضربا خفيفا، وجلستها الأولى لم تتغير. هذه الحركة يسفرها علماء النفس بشعور الإنسان بالقلق والانزعاج من شيء ما، أو على الأقل يوجد اضطراب داخلي لدى الشخص، ناتج عن عدم ارتياحه، ويصطلحون عليه في صنعتهم بالصراع النفسي. هذا النوع من الصراع يسمى “صراع الإحجام إقدام“، وهو ينشأ عندما يتعارض دافعان أو رغبتان لدى الإنسان، أحدهما إيجابي والآخر سلبي وعليه أن يختار أحدهما دون الآخر. وصاحبتنا هذه، يبدو من حالها أنها مخيرة بين الانتظار والانصراف، وأحد الأمرين إيجابي والآخر سلبي حسب تقديرها هي.

وفجأة يتحقق حدسي، قامت الفتاة مستعجلة، متقدمة خطوة أو اثنتين نحو المدخل الرئيس للمقهى، فاتحة أذرعها مبتسمة ومعانقة الشخص الذي كانت تنتظره طوال هذه الفترة. وهي صاحبتها التي وصلت للتوّ معتذرة عن التأخر غير المقصود ومبتسمة هي الأخرى، وسحبتها إلى طاولة أخرى شاقة منتصف الصالة ولا أدري أين انتهى بهما الجلوس!

عُدْت إلى المربع حولي، وبدأت أقلب النظر في حدوده، لمحتُ ساعةَ حاسوبي المرسومة في أدنى اليمين، فإذا بها تشير إلى السابعة والثلث مساء، ومن الناحية الأخرى تشير عدد الكلمات في ملف الوورد إلى السبع والثمانين بعد سبعمئة كلمة، تفاجأت وأخذت شهيقا طويلا متعجبا ومستغربا من هذا الجود والفيض من الكلمات؛ لكن لا أدري عن مستوى النص المكتوب وحاله، هل سيروق لقارئ تقع عيناه عليه أو سينتهي به المطاف إلى سلة المحذوفات!

وفي هذه الأثناء، وأنا غارق في هذا النوع من التفكير الممزوج بالدهشة والاستغراب، قطع حبال الأوصال، وخيوط الخيال المتأرجحة أصلا صوتُ شابٍّ ثلاثيني، أخذ يسألني بلغة عربية فصحية عما إذا كان الإنترنيت اللاسلكي يعمل في هذا المقهى أم لا؟ أجبته بلا أدري. فعلا لست أدري أهو متوفر أصلا أم لا؟ لأنني بكل بساطة كنت مُنكبا على كتابة هذا النص ولست متجولا في عالم الشبكة العنكبوتية  وفضاء الإنترنيت المتشعب.

 جلس الفتى قريبا مني بعد أن حلّ مشكلته التي لم تستغرق طويلا، وعدت محاولا إيصال خيوط أفكاري بقلمي كما كان؛ لكني لم أفلح هذه المرة. لأن جاري الشاب أخذ يتحدث بصوت مرتفع، واضعا في أذنيه سماعة بيضاء، يخاطب محدثيه عبرها كأنه طيار يستنجد بالأرصاد الجوية في ليلة عاصفة ماطرة. امتلأت الأجواء بترددات صدى صوت هذا الشاب، انزعج شباب آخرون يجلسون في طاولات قريبة منه وانزعجت أنا أيضا منه. تشتت أفكاري، وانقطع حبل الود الذي كان وصلا بين الذهن والقلب تاركا الأصابع التي تعبث بلوحة المفاتيح، مسطرة هذه الكلمات التي تقرؤها الآن.

تململت قليلا، تنفست الصعداء، أخذت زفيرٍ قصير وأتبعته بشهيق أقصر منه، نظرتُ خارج المقهى فإذا بخيوط الظلام بدأت تتدلى، وأفواج من الناس مسرعة منحدرةُ من كل فجٍّ، ومتدافعة نحو مدخل محطة الميتروبوس، متسابقة لاستقلال حافلة من الحافلات السريعة. تحسست جوالي، فالتقط بصمة اليد لتستيقظ الشاة من سباتها، فتصفحت واتسابي، فإذا برسائلَ تتدفق إليه من كل حدَب وصوْبٍ، بعضها خاصّ والآخر عام في المجموعات المختلفة. وبحركة مقصودة، فتحت رسالة من قائمة الرسائل الخاصة، مبعوثة من خاصة الخواص، تسأل عن موقعي الحالي وتتساءل عن سبب تأخري أكثر رغم أنني أعلنت عنه مسبقا … أين أنت حبيبي، ولماذا تأخرت؟

هنا انتهى الوصف، وانتهت القصة، ولكن الإجابة على سؤال ماذا أكتب وعن ماذا قد يظل لائحا في آفاق ذاكرتي طويلا. فبدأتُ أجمع أغراضي وأغْرُبي استعدادا لمغادرة المكان قبل أن أجيب على الرسالة، لعلي أجيب عنها في الطريق!

_________________________________

وأنت.. ماذا تكتب عادة، وعن ماذا تكتب وأين تكتب غالبا؟
شاركني عاداتك وطقوسك، ودعني أعرف فلتات قلمك وخوارق عاداتك الكتابية. أو شاركني إجاباتك عن سؤال: ماذا أكتب وعن ماذا؟

اسطنبول-الإثنين، 19 أيلول/سبتمبر 2022- اسطنبول، تركيا
محمد زكريا

محمد زكريا

باحث دكتوراة في التمويل الإسلامي والاستثمار المؤثر، وصانع محتوى​ رقمي. مهتم بقضايا وسط إفريقيا الاقتصادية والاجتماعية.

المقالات: 9

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!